الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم

                                                                                                                                                                                                                                      وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم شروع في بيان أحوال منافقي الأعراب إثر بيان منافقي أهل المدينة، والمعذرون من عذر في الأمر إذا قصر فيه وتوانى ولم يجد، وحقيقته أن يوهم أن له عذرا فيما يفعل ولا عذر له، أو المعتذرون بإدغام التاء في الذال ونقل حركتها إلى العين، وهم المعتذرون بالباطل، وقرئ (المعذرون) من الإعذار وهو الاجتهاد في العذر والاحتشاد فيه، قيل: هم أسد وغطفان، قالوا: إن لنا عيالا وإن بنا لجهدا فأذن لنا في التخلف، وقيل: هم رهط عامر بن الطفيل، قالوا: إن غزونا معك أغارت أعراب طيء على أهالينا ومواشينا، فقال صلى الله عليه وسلم: [ ص: 92 ] "سيغنيني الله تعالى عنكم".

                                                                                                                                                                                                                                      وعن مجاهد: نفر من غفار اعتذروا فلم يعذرهم الله سبحانه، وعن قتادة : اعتذروا بالكذب، وقرئ (المعذرون) بتشديد العين والذال من تعذر بمعنى: اعتذر وهو لحن إذ التاء لا تدغم في العين إدغامها في الطاء والزاء والصاد في المطوعين، وازكى، واصدق، وقيل: أريد بهم المعتذرون بالصحة، وبه فسر المعذرون والمعذرون، أي: الذين لم يفرطوا في العذر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقعد الذين كذبوا الله ورسوله وهم منافقو الأعراب الذين لم يجيئوا ولم يعتذروا، فظهر أنهم كذبوا الله ورسوله في ادعاء الإيمان والطاعة سيصيب الذين كفروا منهم أي: من الأعراب، أو من المعذرين فإن منهم من اعتذر لكسله لا لكفره عذاب أليم بالقتل والأسر في الدنيا، والنار في الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية