الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم شروع في بيان المعهود وكيفية ظهور نسيانه وفقدان عزمه . و"إذ" منصوب على المفعولية بمضمر خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم ، أي : واذكر وقت قولنا لهم ، وتعليق الذكر بالوقت مع أن المقصود تذكير ما وقع فيه من الحوادث لما مر مرارا من المبالغة في إيجاب ذكرها ، فإن الوقت مشتمل على تفاصيل الأمور الواقعة فيه ، فالأمر بذكره أمر بذكر تفاصيل ما وقع فيه بالطريق البرهاني ، ولأن الوقت مشتمل على أعيان الحوادث فإذا ذكر صارت الحوادث كأنها موجودة في ذهن المخاطب بوجوداتها العينية ، أي : اذكر ما وقع في ذلك الوقت منا ومنه ، حتى يتبين لك نسيانه وفقدان عزمه .

                                                                                                                                                                                                                                      فسجدوا إلا إبليس قد سبق الكلام فيه مرارا . أبى جملة مستأنفة وقعت جوابا عن سؤال نشأ عن الإخبار بعدم سجوده ، كأنه قيل : ما باله لم يسجد ؟ فقيل : أبى واستكبر ، ومفعول "أبى" إما محذوف ، أي : أبى السجود ، كما في قوله تعالى : أبى أن يكون مع الساجدين ، أو غير منوي رأسا بتنـزيله منزلة اللازم ، أي : فعل الإباء وأظهره .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية