الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما

                                                                                                                                                                                                                                      إن المسلمين والمسلمات أي: الداخلين في السلم المنقادين لحكم الله تعالى من الذكور والإناث. والمؤمنين والمؤمنات المصدقين بما يجب أن يصدق [ ص: 104 ] به من الفريقين والقانتين والقانتات المداومين على الطاعة القائمين بها. والصادقين والصادقات في القول والعمل والصابرين والصابرات على الطاعات، وعن المعاصي. والخاشعين والخاشعات المتواضعين لله بقلوبهم وجوارحهم. والمتصدقين والمتصدقات بما وجب في مالهم. والصائمين والصائمات الصوم المفروض. والحافظين فروجهم والحافظات عن الحرام. والذاكرين الله كثيرا والذاكرات بقلوبهم وألسنتهم. أعد الله لهم بسبب ما عملوا من الحسنات المذكورة مغفرة اقترفوا من الصغائر; لأنهن مكفرات بما عملوا من الأعمال الصالحة. وأجرا عظيما على ما صدر عنهم من الطاعات والآيات، وعد لهن ولأمثالهن على الطاعة والتدرع بهذه الخصال الحميدة.

                                                                                                                                                                                                                                      روي أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهن قلن: يا رسول الله، ذكر الله الرجال في القرآن بخير، فما فينا خير نذكر به؟ إنا نخاف أن لا تقبل منا طاعة، فنزلت. وقيل: السائلة أم سلمة. وروي أنه لما نزل في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما نزل قال نساء المؤمنين: فما نزل فينا شيء؟ فنزلت. وعطف الإناث على الذكور لاختلاف الجنسين، وهو ضروري. وأما عطف الزوجين على الزوجين فلتغاير الوصفين فلا يكون ضروريا، ولذلك ترك في قوله تعالى: مسلمات مؤمنات وفائدته الدلالة على أن مدار إعداد ما أعد لهم جمعهم بين هذه النعوت الجميلة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية