الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فيم أنت من ذكراها

                                                                                                                                                                                                                                      فيم أنت من ذكراها إنكار ورد لسؤال المشركين عنها، أي: في أي شيء أنت من تذكر لهم وقتها وتعلمهم به حتى يسألونك بيانها، كقوله تعالى: "يسألونك كأنك حفي عنها"، أي: ما أنت من ذكرها لهم وتبيين وقتها في شيء; لأن ذلك فرع علمك به وأنى لك ذلك وهو مما استأثر بعلمه علام الغيوب، ومن قال بصدد التعليل: فإن ذكرها لا يزيدهم إلا غيا، فقد نأى عن الحق وقيل: "فيم" إنكار لسؤالهم، وما بعده من الأستئناف تعليل للإنكار وبيان لبطلان السؤال، أي: فيم هذا السؤال، ثم ابتدئ فقيل: أنت من ذكراه، أي: إرسالك وأنت خاتم الأنبياء المبعوث في نسيم الساعة علامة من علاماتها ودليل يدلهم على العلم بوقوعها عن قريب، فحسبهم هذه المرتبة من العلم، فمعنى قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية