الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون

                                                                                                                                                                                                                                      قل إنما حرم ربي الفواحش ; أي : ما تفاحش قبحه من الذنوب ، وقيل : ما يتعلق منها بالفروج .

                                                                                                                                                                                                                                      ما ظهر منها وما بطن بدل من الفواحش ; أي : جهرها وسرها .

                                                                                                                                                                                                                                      والإثم ; أي : ما يوجب الإثم ، وهو تعميم بعد تخصيص ، وقيل : هو شرب الخمر .

                                                                                                                                                                                                                                      والبغي ; أي : الظلم أو الكبر ، أفرد بالذكر [ ص: 225 ] للمبالغة في الزجر عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      بغير الحق متعلق بالبغي مؤكد له معنى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا تهكم بالمشركين ، وتنبيه على تحريم اتباع ما لا يدل عليه برهان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون بالإلحاد في صفاته والافتراء عليه ، كقولهم : والله أمرنا بها ، وتوجيه التحريم إلى قولهم عليه تعالى ما لا يعلمون وقوعه ، لا ما يعلمون عدم وقوعه ، قد مر سره .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية