الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون أصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين

                                                                                                                                                                                                                                        (149) يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: فاستفتهم أي: اسأل المشركين بالله غيره، الذين عبدوا الملائكة، وزعموا أنها بنات الله، فجمعوا بين الشرك بالله، ووصفه بما لا يليق بجلاله، ألربك البنات ولهم البنون أي: هذه قسمة ضيزى، وقول جائر، من جهة جعلهم الولد لله تعالى، ومن جهة جعلهم أردأ القسمين وأخسهما له وهو البنات التي لا يرضونهن لأنفسهم، كما قال في الآية الأخرى: ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ومن جهة جعلهم الملائكة بنات لله، وحكمهم بذلك.

                                                                                                                                                                                                                                        (150) قال تعالى في بيان كذبهم: أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون خلقهم؟ أي: ليس الأمر كذلك، فإنهم ما شهدوا خلقهم، فدل على أنهم قالوا هذا القول بلا علم، بل افتراء على الله.

                                                                                                                                                                                                                                        (151-157) ولهذا قال: ألا إنهم من إفكهم أي: كذبهم الواضح ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون أصطفى أي: اختار البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون هذا الحكم الجائر.

                                                                                                                                                                                                                                        أفلا تذكرون وتميزون هذا القول الباطل الجائر؟ فإنكم لو تذكرتم لم تقولوا هذا القول. أم لكم سلطان مبين أي حجة ظاهرة على قولكم من كتاب أو رسول. وكل هذا غير واقع ولهذا قال: فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين فإن من يقول قولا لا يقيم عليه حجة شرعية فإنه كاذب متعمد أو قائل على الله بلا علم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية