الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال

                                                                                                                                                                                                                                        (15 أي : جميع ما احتوت عليه السماوات والأرض كلها خاضعة لربها ، تسجد له طوعا وكرها : فالطوع لمن يأتي بالسجود والخضوع اختيارا كالمؤمنين ، والكره لمن يستكبر عن عبادة ربه ، وحاله وفطرته تكذبه في ذلك . وظلالهم بالغدو والآصال ؛ أي : ويسجد له ظلال المخلوقات أول النهار وآخره وسجود كل شيء بحسب حاله كما قال تعالى : وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم

                                                                                                                                                                                                                                        فإذا كانت المخلوقات كلها تسجد لربها طوعا وكرها ؛ كان هو الإله حقا المعبود المحمود حقا ، وإلهية غيره باطلة ، ولهذا ذكر بطلانها وبرهن عليه بقوله :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 827 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية