الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا

                                                                                                                                                                                                                                        (110 ) يقول تعالى لعباده: ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أي: أيهما شئتم. أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى أي: ليس له اسم غير حسن، أي: حتى ينهى عن دعائه به، بل أي اسم دعوتموه به، حصل به المقصود، والذي ينبغي أن يدعى في كل مطلوب بما يناسب ذلك الاسم.

                                                                                                                                                                                                                                        ولا تجهر بصلاتك أي: قراءتك ولا تخافت بها فإن في كل من الأمرين محذورا. أما الجهر، فإن المشركين المكذبين به إذا سمعوه سبوه، وسبوا من جاء به.

                                                                                                                                                                                                                                        وأما المخافتة، فإنه لا يحصل المقصود لمن أراد استماعه مع الإخفاء وابتغ بين ذلك أي: بين الجهر والإخفات سبيلا أي: تتوسط فيما بينهما.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 942 ] (111 وقل الحمد لله له الكمال والثناء والحمد والمجد من جميع الوجوه ، المنزه عن كل آفة ونقص.

                                                                                                                                                                                                                                        الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك بل الملك كله لله الواحد القهار، فالعالم العلوي والسفلي، كلهم مملوكون لله، ليس لأحد من الملك شيء.

                                                                                                                                                                                                                                        ولم يكن له ولي من الذل أي: لا يتولى أحدا من خلقه ليتعزز به ويعاونه، فإنه الغني الحميد، الذي لا يحتاج إلى أحد من المخلوقات، في الأرض ولا في السماوات، ولكنه يتخذ أولياءه إحسانا منه إليهم ورحمة بهم الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور

                                                                                                                                                                                                                                        وكبره تكبيرا أي: عظمه وأجله بالإخبار بأوصافه العظيمة، وبالثناء عليه بأسمائه الحسنى، وبتمجيده بأفعاله المقدسة، وبتعظيمه وإجلاله بعبادته وحده لا شريك له، وإخلاص الدين كله له.

                                                                                                                                                                                                                                        تم تفسير سورة الإسراء ولله الحمد والمنة والثناء الحسن على يد جامعه عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن سعدي.

                                                                                                                                                                                                                                        غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين . آمين . وصلى الله على محمد وسلم تسليما كثيرا .

                                                                                                                                                                                                                                        وذلك في 7 جمادى الأولى سنة 1344هـ.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية