الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ثم ) بعد وداعه ( يقف في الملتزم ) وهو أربعة أذرع ( بين الركن ) الذي به الحجر الأسود ( والباب ) أي باب الكعبة ( ملصقا به ) أي الملتزم ( جميعه ) بأن يلصق به وجهه وصدره وذراعيه وكفيه مبسوطتين لحديث { عمرو بن شعيب عن أبيه قال طفت مع عبد الله فلما جاء دبر الكعبة قلت : ألا تتعوذ ؟ قال : نعوذ بالله من النار ، ثم مضى حتى استلم الحجر ، فقام بين الركن والباب ، فوضع صدره وذراعيه وكفيه وبسطهما بسطا وقال : هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعل } رواه أبو داود ( ويقول ) على هذه الحالة ( اللهم هذا بيتك وأنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، حملتني على ما سخرت لي من خلقك ; وسيرتني في بلادك حتى بلغتني بنعمتك إلى بيتك ، وأعنتني على أداء نسكي فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضا ، وإلا فمن الآن ) بضم الميم وتشديد [ ص: 593 ] النون فعل أمر من من يمن للدعاء

                                                                          ويجوز كسر الميم على أنها حرف جر لابتداء الغاية ، والآن : الوقت ( قبل أن تنأى ) أي تبعد ( عن بيتك داري وهذا أوان انصرافي ) أي زمنه ( إن أذنت لي غير مستبدل بك ولا ببيتك ولا راغب عنك ولا عن بيتك اللهم فأصحبني ) بقطع الهمزة ( العافية في بدني والصحة في جسمي والعصمة ) أي المنع من المعاصي ( في ديني وأحسن ) بقطع الهمزة ( منقلبي ، وارزقني طاعتك ما أبقيتني ، واجمع لي بين خيري الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير ويدعو ) بعد ذلك ( بما أحب ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويأتي الحطيم أيضا ) نصا ( وهو تحت الميزاب ) فيدعو ( ثم يشرب من ماء زمزم ) قاله الشيخ تقي الدين ( ويستلم الحجر ) الأسود ( ويقبله ) ثم يخرج .

                                                                          قال أحمد : فإذا ولى لا يقف ولا يلتفت فإذا التفت رجع فودع أي استحبابا إذ لا دليل لإيجابه ، بل .

                                                                          قال مجاهد : إذا كدت تخرج من باب المسجد فالتفت ثم انظر إلى الكعبة ثم قل اللهم لا تجعله آخر العهد

                                                                          وروى حنبل عن المهاجر قال : قلت لجابر بن عبد الله " الرجل يطوف بالبيت ويصلي فإذا انصرف خرج ثم استقبل القبلة فقام ؟ فقال جابر : ما كنت أحسب يصنع هذا إلا اليهود والنصارى " .

                                                                          قال أبو عبد الله : أكره ذلك ولا يستحب له المشي قهقرى بعد وداعه قال الشيخ تقي الدين : هذا بدعة مكروهة

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية