الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وإن عطب بطريق هدي واجب ، أو ) هدي ( تطوع بنية دامت ) أي استمرت ، أو عجز عن المشي صحبة الرفاق ( ذبحه موضعه ) وجوبا ; لئلا يفوت . فإن تركه فمات ضمنه بقيمته يوصلها إلى فقراء الحرم ; لأنه لا يتعذر عليه إيصالها لهم ، بخلاف ما عطب . قاله في شرحه . قلت : مقتضى ما تقدم : يشتري بها بدله وإن فسخ نية التطوع قبل ذبحه فعل به ما شاء ( وسن غمس نعله ) أي الهدي العاطب المقلد به ( في دمه وضرب صفحته بها ) أي النعل المغموسة في دمه ( لتأخذه الفقراء . [ ص: 609 ] وحرم أكله و ) أكل ( خاصته منه ) أي الهدي الذي عطب ونحوه . لحديث ابن عباس " أن ذؤيبا أبا قبيصة حدثه { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث معه بالبدن ، ثم يقول : إن عطب شيء منها فخشيت عليه فانحرها ثم اغمس نعلها في دمها ، ثم اضرب به صفحتها . ولا تطعمها أنت ولا أحد من رفقتك } رواه مسلم . وفي لفظ { ويخليها والناس ، ولا يأكل منها هو ولا أحد من أصحابه } رواه أحمد وإنما منع السائق ورفقته من ذلك لئلا يقصر في الحفظ فيعطب ليأكل هو ورفقته منه . فلحقته التهمة في عطبه لنفسه ورفقته

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية