الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وإن غرس ) غاصب أرض فيها ( أو بنى فيها أخذ ) أي : ألزم ( بقلع غراسه أو بنائه ) لحديث { ليس لعرق ظالم حق } رواه الترمذي وحسنه ( و ) أخذ ب ( تسويتها وأرش نقصها ) لحصوله بتعديه ( وأجرتها ) إلى تسليمها لتلف منافعها تحت يده العادية ، وكذا لو لم ينتفع بها لزمه أجرتها ، وأرش نقصها إن نقصت بترك زرعها ذلك العام ، كأراضي البصرة كما لو نقصت بغيره ( حتى ولو كان ) الغاصب ( أحد الشريكين ) في الأرض ( أو لم يغصبها ) الغارس أو الباني فيها ( لكن فعله بغير إذن ) للتعدي ( ولا يملك ) رب أرض ( أخذه ) أي : الغراس أو البناء ( بقيمته ) ; لأنه عين مال الغاصب .

                                                                          أشبه ما لو وضع فيها أثاثا أو نحوه ; ولأنه معاوضة فلا يجبر عليها المالك . وقال المجد : في شرح الهداية : ولصاحب الأرض تملك البناء والغراس بقيمته مقلوعا إذا كانت الأرض تنقص بقلعه ( وإن وهب ) أي : وهب غارس أو بان غرسه أو بناؤه ( لمالكها ) أي : الأرض ( لم يجبر على قبوله ) ; لأن فيه إجبارا على عقد يعتبر فيه الرضا ، وإن زرع فيها نوى فصار شجرا ، فكما لو حمل الغاصب إليها غرسا ، فغرسه فيها ( ورطبه ونحوها ) مما يتكرر حمله كقثاء وباميا ( كزرع ) فلربها إذا أدركه قائما أن يتملكه بنفقته أو يتركه بأجرته ; لأنه ليس له عرق قوي أشبه الحنطة ( لا ) ك ( غرس لما تقدم .

                                                                          وإن أثمر ما غرسه غاصب في مغصوب ) فالثمر للغاصب عند الموفق والشارح وصاحب الفائق وابن رزين .

                                                                          وفي المجرد والفصول والمستوعب ونوادر المذهب : كالزرع . واختار الحارثي الأول ، وقدمه في الرعايتين والحاوي الصغير .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية