الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          سهوا كركوع ، أو سجود ، أو رفع من أحدهما ، أو طمأنينة ( فذكره ) أي : الركن المتروك ( بعد شروعه في قراءة ركعة أخرى ) غير التي تركه منها ( بطلت ) الركعة ( التي تركه منها ) وقامت التي تليها مقامها لأنه لا يمكنه استدراك المتروك ، لتلبسه بفرض قراءة الركعة الأخرى فلغت ركعته .

                                                                          قال الأثرم : سألت أبا عبد الله عن رجل صلى ركعة ، ثم قام إلى أخرى ، فذكر أنه إنما سجد سجدة واحدة في الركعة الأولى ،

                                                                          فقال : إن كان ذلك أول ما قام قبل أن يحدث عملا للثانية فإنه ينحط ، ويسجد ، ويعتد بها وإن كان قد أحدث عملا لها ، جعل هذه الأولى ، وألغى ما قبلها قلت : فيستفتح ، أو يجتزئ بالاستفتاح الأول ؟ قال : يجزئه الأول قلت : فنسي سجدتين من ركعتين ؟ قال : لا يعتد بتلك الركعتين وأما تكبيرة الإحرام فلا تنعقد [ ص: 227 ] بتركها ، وكذا النية إن قيل : هي ركن ( فلو رجع ) من ترك ركنا إليه بعد شروعه في مقصود القيام ، وهو القراءة : إلغاء لعمل من الركعتين .

                                                                          وإن رجع ناسيا ، أو جاهلا لم تبطل صلاته ولا يعتد بما فعله في الركعة لأنها فسدت بشروعه في قراءة غيرها فلم تعد إلى الصحة بحال ذكره في الشرح .

                                                                          ( و ) إن ذكر ما تركه ( قبله ) أي : قبل شروعه في قراءة ركعة أخرى لزمه أن يعود إلى الركن المتروك ليأتي به ( ركن لا يسقط بسهو ) ولا غيره .

                                                                          ويأتي بما بعده لأنه قد أتى به في غير محله لأن محله بعد الركن المنسي فلو ذكر الركوع ، وقد جلس عادة فأتى به وبما بعده ، وإن سجد سجدة ثم قام ، فإن جلس للفصل سجد الثانية ، ولم يجلس وإلا جلس وإن كان جلس للاستراحة لم يجزئه عن جلسة الفصل ( إن لم يعد ) إلى ذلك عالما ( عمدا بطلت ) صلاته لأنه ترك ركنا يمكنه الإتيان به في محله عالما عمدا أشبه ما لو ترك سجدة من ركعة أخيرة وسلم - ثم ذكر ، ولم يسجدها في الحال ( و ) إن لم يعد ( سهوا ) أو جهلا ( بطلت الركعة ) المتروك ركنها بشروعه في قراءة ما بعدها .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية