الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( و ) حرم ( في فضاء ) لا بنيان فيه ( استقبال قبلة واستدبارها ) ببول أو غائط ، لقوله { إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا } رواه الشيخان .

                                                                          ويجوز في البنيان ، لما روى الحسن بن ذكوان عن مروان الأصفر قال : " رأيت ابن عمر أناخ راحلته ثم جلس يبول إليها . فقلت : أبا عبد الرحمن ، أليس قد نهي عن هذا ؟ فقال : إنما نهي عن هذا في الفضاء ، أما إذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا " رواه أبو داود وابن خزيمة والحاكم ; وقال : على شرط البخاري ، والحسن بن ذكوان ، وإن كان جماعة ضعفوه . [ ص: 37 ] فقد قواه جماعة .

                                                                          وروى له البخاري فتحمل أحاديث النهي على الفضاء وأحاديث الرخصة على البنيان ، جمعا بين الأخبار ( ويكفي ) بفضاء ( انحرافه ) أي : المتخلي عن القبلة ، ولو يسيرا ، يمنة أو يسرة لفوات الاستقبال والاستدبار بذلك ( و ) يكفي أيضا ( حائل ) كاستتار بدابة وجدار وجبل ونحوه ، وإرخاء ذيله قال في الفروع : وظاهر كلامهم لا يعتبر قربه منها ، كما لو كان في بيت . ويتوجه وجه ، كسترة صلاة ( ولو ) كان الحائل ( كمؤخرة رحل ) لحصول الستر به لأسافله .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية