الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          فصل ومن حلف ليشربن هذا الماء غدا أو في غد أو أطلق ( أو ) حلف ( ليضربن غلامه غدا أو في غد أو أطلق ) بأن لم يقل غدا ولا في غد ( فتلف المحلوف عليه ) أي : الماء بأن أريق ونحوه والغلام بأن مات ( قبل الغد أو فيه ) أي الغد ( قبل الشرب أو الضرب حنث حال تلفه ) لأنه لم يفعل ما حلف على فعله في وقت بلا إكراه ولا نسيان ، وهو من أهل الحنث ، كما لو أتلفه باختياره ، وكما لو حلف ليحجن العام فلم يقدر لمرض ونحوه . وكذا لو حلف ليفعلن كذا وأطلق وتلف قبل فعله لليأس من فعل المحلوف عليه و ( لا ) يحنث ( وإن جن حالف ) ليفعلن كذا غدا أو في غد ( قبل الغد حتى خرج الغد ) لأن المجنون ليس من أهل الحنث ; لأنه لا ينسب إليه فعل ولا ترك يعتد به ( وإن أفاق ) من جنونه ( قبل خروجه ) أي الغد ( حيث أمكنه فعله ) بأن أدرك جزءا من الغد يسعه ( أو لا ) لأنه أدرك جزءا يصح أن ينسب فيه إلى الحنث ويحكم بحنثه ( من أول الغد ) كما لو أفاق في أوله جزءا لو لم يتسع للفعل ، ثم جن بقيته .

                                                                          و ( لا ) يحنث ( إن مات ) الحالف ( قبل الغد أو أكره ) على ترك شربه أو ضربه حتى خرج الغد ( وإن قال ) والله لأشربن هنا الماء ، أو لأضربن غلامي ونحوه ( اليوم فأمكنه ) فعل محلوف عليه بأن مضى بعد يمينه ما يتسع لفعله ( فتلف ) [ ص: 470 ] محلوف عليه قبله ( حنث عقبه ) لليأس من فعله بتلفه ، ومفهومه أنه إن تلف قبل تمكنه من فعله لا حنث . وظاهر الإقناع يحنث ( ولا يبر ) من حلف ليضربنه غدا أو في غد ، أو يوم كذا ( بضربه قبل وقت عينه ) لأنه لم يفعل ما حلف عليه في وقته المعين له كمن حلف ليصومن يوم الخميس فصام يوما قبله . و ( لا ) يبر بضربه ( ميتا ) لأن اليمين إنما تنصرف إلى ضربه حيا تأليما له ( و ) لهذا ( لا ) يبر ( بضرب لا يؤلم ) المضروب ( ويبر ) الحالف ( بضربه مجنونا ) حال من المفعول لأنه يتألم بالضرب كالعاقل

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية