الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ثم يكبر ) مصل ( أربعا ) رافعا يديه مع كل تكبيرة ( يحرم ب ) التكبيرة ( الأولى ) بعد النية ولم ينبه عليها للعلم بها مما سبق فينوي الصلاة على هذا الميت ، أو على هؤلاء الموتى ، عرف عددهم أو لا .

                                                                          وإن لم يعرفهم رجالا أو نساء . وإن نوى الصلاة على هذا الرجل ، فبان امرأة أو بالعكس ، فالقياس الإجزاء لقوة التعيين ، والأولى معرفة ذكوريته أو أنوثته واسمه ، وتسميته في الدعاء .

                                                                          وإن نوى أحد الموتى اعتبر تعينه ( ويتعوذ ويسمي ويقرأ الفاتحة ) فيها ( ولا يستفتح ) لأن مبناها على [ ص: 360 ] التخفيف ولذلك لم تشرع فيها السورة بعد الفاتحة ( وفي ) التكبيرة ( الثانية يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ك ) ما يصلي عليه ( في تشهد ) لأنه صلى الله عليه وسلم لما سئل كيف نصلي عليك ؟ علمهم ذلك ( ويدعو في ) التكبيرة ( الثالثة ) مخلصا لحديث { إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء } رواه أبو داود وابن ماجه .

                                                                          وصححه ابن حبان ( بأحسن ما يحضره ) من الدعاء ولا توقيت فيه نصا ( ويسن الدعاء بما ورد ومنه ) أي الوارد ( اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا ) أي حاضرنا ( وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا إنك تعلم منقلبنا ) أي منصرفنا ( ومثوانا ) أي مأوانا ( وأنت على كل شيء قدير اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام والسنة ، ومن توفيته منا فتوفه عليهما )

                                                                          رواه أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة زاد ابن ماجه { اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده } وفيه ابن إسحاق .

                                                                          قال الحاكم : حديث أبي هريرة صحيح على شرط الشيخين لكن زاد فيه الموفق " وأنت على كل شيء قدير " ولفظ " السنة " ( اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه وأكرم نزله ) أي بضم الزاي . وقد تسكن قراءة

                                                                          ( وأوسع مدخله ) بفتح الميم : موضع الدخول وبضمها الإدخال ( واغسله بالماء والثلج والبرد ) بالتحريك : المطر المنعقد ( ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا خيرا من داره . وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة ، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار ) رواه مسلم { من حديث عوف بن مالك : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك على جنازة ، حتى تمنى أن يكون ذلك الميت } وفيه " وأبدله أهلا خيرا من أهله وأدخله الجنة " زاد الموفق لفظ " من الذنوب " ( وأفسح له قبره ونور له فيه ) لأنه لائق بالحال .

                                                                          زاد الخرقي وابن عقيل والمجد وغيرهم " اللهم إنه عبدك ابن عبدك وابن أمتك نزل بك وأنت خير منزول به " إن كان الميت رجلا فإن كانت امرأة قال : " اللهم إنها أمتك بنت أمتك نزلت بك وأنت خير منزول به " زاد بعضهم " ولا نعلم إلا خيرا " .

                                                                          قال ابن عقيل وغيره : ولا يقول إلا إن علم خيرا وإلا أمسك عنه حذرا من الكذب .

                                                                          ( وإن كان ) الميت ( صغيرا أو بلغ مجنونا واستمر ) على جنونه حتى مات ( قال ) بعد " ومن توفيته [ ص: 361 ] منا فتوفه على . الإيمان " ( اللهم اجعله ذخرا لوالديه وفرطا ) أي سابقا مهيئا لصلاح أبويه في الآخرة ، سواء مات في حياتهما أو بعد موتهما ( وأجرا وشفيعا مجابا ، اللهم ثقل به موازينهما وأعظم به أجورهما وألحقه بصالح المؤمنين واجعله في كفالة إبراهيم وقه برحمتك عذاب الجحيم ) لحديث المغيرة بن شعبة مرفوعا { السقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة } .

                                                                          وفي لفظ " { بالعافية والرحمة } رواه أحمد ، وإنما عدل عن الدعاء له بالمغفرة إلى الدعاء لوالديه بذلك لأنه شافع غير مشفوع فيه .

                                                                          ولم يجر عليه قلم ( وإن لم يعلم ) مصل ( إسلام والديه ) أي الصغير والمجنون ( دعا لمواليه ) لقيامهم مقامهما في المصاب به ، ولا بأس بإشارة بنحو أصبع لميت حال دعائه له نصا ( ويؤنث الضمير ) في صلاة ( على أنثى ) فيقول : اللهم اغفر لها وارحمها ،

                                                                          أي ولا يقول في ظاهر كلامهم : وأبدلها زوجا خيرا من زوجها ( ويشير ) مصل ( بما يصلح لهما ) أي الذكر والأنثى في صلاة ( على خنثى ) فيقول : اللهم اغفر لهذا الميت ونحوه ( ويقف بعد ) تكبيرة ( رابعة قليلا ) لحديث زيد بن أرقم مرفوعا { كان يكبر أربعا ثم يقف ما شاء الله ، فكنت أحسب أن هذه الوقفة ليكبر آخر الصفوف } رواه الجوزجاني .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية