الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما الصلاة من الله هي الرحمة ومن العباد الدعاء ، وقد تقدم ذكره . وروي عن أبي العالية : إن الله وملائكته يصلون على النبي قال : ( صلاة الله عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة عليه بالدعاء ) .

قال أبو بكر : يعني والله أعلم إخبار الله الملائكة برحمته لنبيه صلى الله عليه وسلم وتمام نعمه عليه ، فهو معنى قوله صلاته عند الملائكة .

وروي عن الحسن : هو الذي يصلي عليكم وملائكته ، أن بني إسرائيل سألوا موسى عليه السلام : هل يصلي ربك ؟ فكأن ذلك كبر في صدره ، فأوحى الله إليه أن أخبرهم أني أصلي وأن صلاتي أن رحمتي سبقت غضبي .

وقوله : يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه قد تضمن الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وظاهره يقتضي الوجوب ، وهو فرض عندنا فمتى فعلها الإنسان مرة واحدة في صلاة أو غير صلاة فقد أدى فرضه ، وهو مثل كلمة التوحيد والتصديق بالنبي صلى الله عليه وسلم متى فعله الإنسان مرة واحدة في عمره فقد أدى فرضه . وزعم الشافعي أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض في الصلاة ؛ وهذا قول لم يسبقه إليه أحد من أهل العلم فيما نعلمه ، وهو خلاف الآثار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم لفرضها في الصلاة ، منها حديث ابن مسعود حين علمه التشهد فقال : إذا فعلت هذا أو قلت هذا فقد تمت صلاتك فإن شئت أن تقوم فقم وقوله : ثم اختر من أطيب الكلام ما شئت وحديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : إذا رفع الرجل رأسه من آخر سجدة وقعد فأحدث قبل أن يسلم فقد تمت صلاته ؛ وحديث معاوية بن الحكم السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتهليل وقراءة القرآن ، ولم يذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم . وقد استقصينا الكلام في هذه المسألة في شرح مختصر الطحاوي .

التالي السابق


الخدمات العلمية