الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما حكم على الظلال بما عم أصحابها من جماد؛ وحيوان؛ وكان الحيوان [ ص: 174 ] أشرف من الجماد؛ رقى الحكم إليه بخصوصه؛ فقال (تعالى): ولله ؛ أي: الذي له الأمر كله؛ يسجد ؛ أي: يخضع بالانقياد للمقادير؛ والجري تحت الأقضية؛ وعبر بما هو ظاهر في غير العقلاء؛ مع شموله لهم؛ فقال (تعالى): ما في السماوات ؛ ولما كان المقام للمبالغة في إثبات الحكم على الطائع؛ والعاصي؛ أعاد الموصول؛ فقال (تعالى): وما في الأرض ؛ ثم بين ذلك بقوله (تعالى): من دابة ؛ أي: عاقلة؛ وغير عاقلة.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان المقرب قد يستهين بمن يقربه؛ قال - مبينا لخضوع المقربين؛ تخصيصا لهم؛ وإن كان الكلام قد شملهم -: والملائكة

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان الخاضع قد يحكم بخضوعه؛ وإن كان باطنه مخالفا لظاهره؛ قال - دالا على أن في غيرهم من يستكبر؛ فيكون انقياده للإرادة كرها؛ وعبر عن السجودين: الموافق للأمر والإرادة طوعا؛ والموافق للإرادة؛ المخالف للأمر كرها؛ بلفظ واحد؛ لأنه يجوز الجمع بين مفهومي المشترك؛ والحقيقة والمجاز بلفظ -: وهم ؛ أي: الملائكة؛ لا يستكبرون ؛

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية