الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان من أعظم الوعظ بيان ما يستحق على الذنب من العقاب، أدبهم تأديبا ثالثا أشد من الأولين، فقال واعظا ومقبحا لحال الخائضين في الإفك ومحذرا ومهددا: إن الذين يحبون عبر بالحب إشارة إلى أنه لا يرتكب هذا مع شناعته إلا محب له، ولا يحبه إلا بعيد عن الاستقامة أن تشيع أي تنتشر بالقول أو بالفعل الفاحشة أي الفعلة الكبيرة القبح، ويصير لها شيعة يحامون عليها [ ص: 234 ] في الذين آمنوا ولو كانوا في أدنى درجات الإيمان فكيف بمن تسنم ذروته، وتبوأ غايته لهم عذاب أليم ردعا لهم عن إرادة إشاعة مثل ذلك لما فيه من عظيم الأذى في الدنيا بالحد وغيره مما ينتقم الله منهم به والآخرة فإن الله يعلم هل كفر الحد عنهم جميع مرتكبهم أم لا والله أي المستجمع لصفات الجلال والجمال يعلم أي له العلم التام، فهو يعلم مقادير الأشياء ما ظهر منها وما بطن وما الحكمة في ستره أو إظهاره أو غير ذلك من جميع الأمور وأنتم لا تعلمون أي ليس لكم علم من أنفسكم فاعلموا بما علمكم الله، ولا تتجاوزوه تضلوا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية