الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان علم بذلك إنما هو لكونه إلها ، وكان غيره لا يعلم من علمه إلا ما علمه ، عبر عن ذلك بقوله : وهو الله أي : المستأثر بالإلهية الذي لا سمي له ، الذي لا يحيط الوصف من عظمته بأكثر من أنه عظيم على الإجمال ، وأما التفاصيل كلها أو أقلها فهيهات هيهات; [ ص: 342 ] ثم شرح [معنى] الاسم الأعظم بقوله : لا إله إلا هو ثم علل ذلك بقوله : له أي : وحده الحمد أي : الإحاطة بأوصاف الكمال في الأولى والآخرة وليس ذلك لشيء سواه إن آمنوا أو كفروا وله أي : وحده الحكم أي : إمضاء القضاء على الإطلاق ، فلو أراد لقسرهم على الإيمان وإليه أي : لا إلى غيره ترجعون أي : بأيسر أمر يوم النفخ في الصور ، لبعثرة القبور ، بالبعث والنشور ، ومع أنكم الآن أيضا راجعون في جميع أحكامكم إليه ومقصورون عليه ، إن شاء أمضاها ، وإن أراد ردها ولواها ، ففي الآيات غاية التقوية لقلوب المطيعين ، ونهاية الزجر والردع للمتمردين ، بالتنبيه على كونه قادرا على جميع الممكنات ، علما بكل المعلومات ، منزها عن النقائص والآفات يجزي الطائعين والعاصين بالقسط.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية