الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما انقضى ما أراد من الإنكار على من ادعى الإيمان في اتخاذ الكافرين أولياء؛ المستلزم للنهي عن ذلك الاتخاذ؛ صرح به مخاطبا للمؤمنين؛ فقال: يا أيها الذين آمنوا ؛ أي: أقروا بالإيمان بألسنتهم؛ صدقا أو كذبا؛ لا تتخذوا ؛ أي: تكلفوا أنفسكم غير ما تدعو إليه الفطرة الأولى السليمة؛ فتأخذوا الكافرين ؛ أي: المجاهرين بالكفر؛ الغريقين فيه؛ أولياء ؛ أي: أقرباء؛ تفعلون معهم من الود والنصرة ما يفعل القريب مع قريبه.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان الغريق في الإيمان أعلى الناس؛ وكان تحت رتبته رتب متكاثرة؛ نبه على ذلك؛ وعلى دناءة مقصدهم؛ بالجار؛ فقال: من دون المؤمنين ؛ أي: الغريقين في الإيمان؛ وهذا إشارة إلى أنه لا يصح لمن يواليهم دعوى الإيمان؛ ولذلك قال منكرا: أتريدون ؛ أي: بموالاتهم؛ أن تجعلوا لله ؛ أي: الذي لا تطاق سطوته؛ لأن له الكمال كله؛ عليكم ؛ أي: في النسبة إلى النفاق؛ سلطانا ؛ أي: دليلا واضحا على كفركم؛ باتباعكم غير سبيل المؤمنين؛ مبينا ؛ واضحا؛ مسوغا لعقابكم؛ وخزيكم؛ [ ص: 444 ] وجعلكم في زمرة المنافقين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية