الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما بين - سبحانه - أن لأحد الفريقين دار السلام ، والآخر دار الملام - قال جامعا للفريقين عاطفا على قوله لهم دار السلام عند ربهم ولكل أي : [عامل من] الفريقين صالح أو طالح [في قبيلي الجن والإنس] في الدارين درجات أي : يعليهم الله بها مما أي : من أجل ما عملوا ودركات يهويهم فيها كذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      ولما تقدم أنه تعالى لا يهلك المجرمين إلا بعد الإعذار إليهم ، وتضمن ذلك إمهالهم ، وختم أحوالهم بأنهم موضع لثبوت الغفلة ودوامها - نفى أن يسلم شيء من ذلك بجناب عظمته على وجه أثبت له ذلك إحاطة العلم بجميع أعمالهم ، فقال : وما ربك أي : المحسن إليك بإعلاء أوليائك وإسفال أعدائك ، وأغرق في النفي لإثبات مزيد العلم فقال : [ ص: 275 ] بغافل عما يعملون أي : عن شيء يعمله أحد من الفريقين ، بل هو عالم بكل شيء من ذلك وبما يستحقه العامل قادر على جزائه ، فلا يقع في وهم أن الإمهال لخفاء الاستحقاق بخفاء الموجب له ، [فالآية من النصوص في كتابة الصالحين من الجن] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية