الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (42) قوله : ما يدعون : قرأ أبو عمرو وعاصم بياء الغيبة ، والباقون بالخطاب . و " ما " يجوز فيها أن تكون موصولة منصوبة بـ " يعلم " أي : يعلم الذين يدعونهم ، ويعلم أحوالهم . و " من شيء " مصدر . وأن تكون استفهامية ، وحينئذ يجوز فيها وجهان : أن تكون هي وما عمل فيها معترضا بين قوله : " يعلم " وبين قوله : وهو العزيز الحكيم كأنه قيل : أي شيء يدعون من دونه . والثاني : أن تكون معلقة لـ " يعلم " ، فتكون في موضع نصب [ ص: 23 ] بها ، وإليه ذهب الفارسي ، وأن تكون نافية و " من " في " من شيء " مزيدة في المفعول به . كأنه قيل : ما يدعون من دونه ما يستحق أن يطلق عليه شيء . والوجه فيها حينئذ : أن تكون الجملة معترضة كالأول من وجهي الاستفهامية ، وأن تكون مصدرية . قال أبو البقاء : " وشيء مصدر " . وفي هذا نظر ; إذ يصير التقدير : ويعلم دعاءكم من شيء من الدعاء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية