الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (58) قوله : سلام : العامة على رفعه . وفيه أوجه ، أحدها : ما تقدم من كونه خبر " ما يدعون " . الثاني : أنه بدل منها ، قاله الزمخشري . قال الشيخ : " وإذا كان بدلا كان " ما يدعون " خصوصا ، والظاهر أنه عموم في كل ما يدعونه . وإذا كان عموما لم يكن بدلا منه " . الثالث : أنه صفة لـ " ما " ، وهذا إذا جعلتها نكرة موصوفة . أما إذا جعلتها بمعنى الذي أو مصدرية تعذر ذلك لتخالفهما تعريفا وتنكيرا . الرابع : أنه خبر مبتدأ مضمر ، أي : هو سلام . الخامس : أنه مبتدأ خبره الناصب لـ " قولا " أي : سلام يقال لهم قولا . وقيل : تقديره : سلام عليكم . السادس : أنه مبتدأ ، وخبره " من رب " . و " قولا " مصدر مؤكد لمضمون الجملة ، وهو مع عامله معترض بين المبتدأ والخبر .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 280 ] وأبي وعبد الله وعيسى " سلاما " بالنصب . وفيه وجهان ، أحدهما : أنه حال . قال الزمخشري : " أي : لهم مرادهم خالصا " . والثاني : أنه مصدر يسلمون سلاما : إما من التحية ، وإما من السلامة . و " قولا " إما : مصدر مؤكد ، وإما منصوب على الاختصاص . قال الزمخشري : " وهو الأوجه " . و " من رب " إما صفة لـ " قولا " ، وإما خبر " سلام " كما تقدم . وقرأ القرظي " سلم " بالكسر والسكون . وتقدم الفرق بينهما في البقرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية