الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (60) قوله : أعهد : العامة على فتح الهمزة على الأصل في حرف المضارعة . وطلحة والهذيل بن شرحبيل الكوفي بكسرها . وقد تقدم أن ذلك لغة في حرف المضارعة بشروط ذكرت في الفاتحة وثم حكاية . وقرأ ابن وثاب " أحد " بحاء مشددة . قال الزمخشري : " وهي لغة تميم ، ومنه " دحا محا " أي : دعها معها ، فقلبت الهاء حاء ثم العين حاء ، حين أريد الإدغام . والأحسن أن يقال : إن العين أبدلت حاء . وهي لغة هذيل . فلما [ ص: 281 ] أدغم قلب الثاني للأول ، وهو عكس باب الإدغام . وقد مضى تحقيقه آخر آل عمران . وقال ابن خالويه : " وابن وثاب والهذيل " ألم إعهد " بكسر الميم والهمزة وفتح الهاء ، وهي على لغة من كسر أول المضارع سوى الياء . وروي عن ابن وثاب " اعهد " بكسر الهاء . يقال : عهد وعهد " انتهى . يعني بكسر الميم والهمزة أن الأصل في هذه القراءة أن يكون كسر حرف المضارعة ثم نقل حركته إلى الميم فكسرت ، لا أن الكسر موجود في الميم وفي الهمزة لفظا ، إذ يلزم من ذلك قطع همزة الوصل وتحريك الميم من غير سبب . وأما كسر الهاء فلما ذكر من أنه سمع في الماضي " عهد " بفتحها . وقوله : " سوى الياء " وكذا قال الزمخشري هو المشهور . وقد نقل عن بعض كلب أنهم يكسرون الياء فيقولون : يعلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الزمخشري فيه : " وقد جوز الزجاج أن يكون من باب : نعم ينعم ، وضرب يضرب " يعني أن تخريجه على أحد وجهين : إما الشذوذ فيما اتحد فيه فعل يفعل بالكسر فيهما ، كنعم ينعم وحسب يحسب وبئس يبئس ، وهي ألفاظ عددتها في البقرة ، وإما أنه سمع في ماضيه الفتح كضرب ، كما حكاه ابن خالويه . وحكى الزمخشري أنه قرئ " أحهد " بإبدال العين حاء ، وقد تقدم أنها لغة هذيل ، وهذه تقوي أن أصل " أحد " : أحهد فأدغم كما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية