الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (13) قوله: متكئين : حال من مفعول "جزاهم". [ ص: 604 ] وقرأ علي رضي الله عنه "وجازاهم"، وجوز أبو البقاء أن يكون "متكئين" صفة لـ "جنة". وهذا لا يجوز عند البصريين; لأنه كان يلزم بروز الضمير فيقال: متكئين هم فيها، لجريان الصفة على غير من هي له. وقد منع مكي أن يكون "متكئين" صفة لـ "جنة" لما ذكرته من عدم بروز الضمير. وممن ذهب إلى كون "متكئين" صفة لـ "جنة" الزمخشري فإنه قال: ويجوز أن تكون "متكئين". و "لا يرون" و "دانية" كلها صفات لـ "جنة" وهو مردود بما ذكرته. ولا يجوز أن يكون "متكئين" حالا من فاعل "صبروا"; لأن الصبر كان في الدنيا واتكاءهم إنما هو في الآخرة، قال معناه مكي. ولقائل أن يقول: إن لم يكن المانع إلا هذا فاجعلها حالا مقدرة; لأن مآلهم - بسبب صبرهم - إلى هذه الحال. وله نظائر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنما نطعمكم إما على إضمار القول أي: قائلين ذلك. وقرأ أبو جعفر "فوقاهم" بتشديد القاف على المبالغة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: لا يرون فيها فيه أوجه، أحدها: أنها حال ثانية من مفعول "جزاهم". الثاني: أنها حال من الضمير المرفوع المستكن في "متكئين"، [ ص: 605 ] فتكون حالا متداخلة. الثالث: أن تكون صفة لـ "جنة" كمتكئين عند من يرى ذلك وقد تقدم أنه قول الزمخشري.

                                                                                                                                                                                                                                      والزمهرير: أشد البرد. هذا هو المعروف. وقال ثعلب: هو القمر بلغة طيئ وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      4447- في ليلة ظلامها قد اعتكر قطعتها والزمهرير ما زهر



                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى: أن الجنة لا تحتاج إلى شمس ولا إلى قمر ووزنه فعلليل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية