الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 67 ] سورة البينة

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      آ. (1) قوله : من أهل الكتاب : متعلق بمحذوف، لأنه حال من فاعل "كفروا" .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: والمشركين العامة على قراءة "المشركين" بالياء عطفا على "أهل". قسم الكافرين إلى صنفين: أهل كتاب ومشركين. وقرئ "والمشركون" بالواو نسقا على "الذين كفروا" .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: منفكين خبر يكون. ومنفكين اسم فاعل من انفك. وهي هنا التامة، فلذلك لم يحتج إلى خبر. وزعم بعضهم أنها هنا ناقصة وأن الخبر مقدر تقديره: منفكين عارفين أمر محمد صلى الله عليه وسلم. قال الشيخ: "وحذف خبر كان [وأخواتها] لا يجوز اقتصارا ولا اختصارا، وجعلوا قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4612 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... [ ص: 68 ] يبغي جوارك حين ليس مجير



                                                                                                                                                                                                                                      أي: في الدنيا ضرورة". قلت: وجه من منع ذلك أنه قال: صار الخبر مطلوبا من جهتين: من جهة كونه مخبرا به فهو أحد جزأي الإسناد، ومن حيث كونه منصوبا بالفعل. وهذا منتقض بمعفولي "ظن" فإن كلا منهما فيه المعنيان المذكوران، ومع ذلك يحذفان - أو أحدهما - اختصارا، وأما الاقتصار ففيه خلاف وتفصيل مر تفصيله في غضون هذا التصنيف.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: حتى تأتيهم : متعلقة بـ "لم يكن" أو بـ "منفكين" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية