الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (5) قوله : مخلصين له الدين : العامة على كسر اللام اسم فاعل، وانتصب به "الدين" والحسن بفتحها على معنى: أنهم يخلصون هم أنفسهم في نياتهم، وانتصب "الدين" على أحد وجهين: إما إسقاط الخافض، أي: في الدين، وإما على المصدر من معنى: ليعبدوا، كأنه قيل: ليدينوا الدين، أو ليعبدوا العبادة، فالتجوز: إما من الفعل، وإما في المصدر، وانتصاب "مخلصين" على الحال من فاعل "يعبدون" .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: حنفاء حال ثانية أو حال من الحال قبلها، أي: من الضمير المستكن فيها. وقوله: وما أمروا ، أي: وما أمروا بما أمروا به إلا لكذا وقرأ عبد الله "وما أمروا إلا أن يعبدوا" أي: بأن يعبدوا. وتحرير مثلها في قوله وأمرنا لنسلم لرب العالمين في الأنعام.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وذلك دين القيمة أي: الأمة أو الملة القيمة، أي: المستقيمة. وقيل: الكتب القيمة; لأنها قد تقدمت في الذكر، قال [ ص: 70 ] تعالى: فيها كتب قيمة ، فلما أعادها أعادها مع أل العهدية كقوله: فعصى فرعون الرسول وهو حسن، قاله محمد بن الأشعث الطالقاني وقرأ عبد الله: "وذلك الدين القيمة" ، والتأنيث حينئذ: إما على تأويل الدين بالملة كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4613 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . سائل بني أسد ما هذه الصوت



                                                                                                                                                                                                                                      بتأويل الصيحة، وإما على أنها تاء المبالغة كعلامة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية