الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: اتبعوا سبيلنا يعنون: ديننا . قال مجاهد: هذا قول كفار قريش لمن آمن من أهل مكة، قالوا لهم: لا نبعث نحن ولا أنتم فاتبعونا، فإن كان عليكم شيء فهو علينا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ولنحمل خطاياكم قال الزجاج: هو أمر في تأويل الشرط والجزاء، يعني: إن اتبعتم سبيلنا حملنا خطاياكم . وقال الأخفش: كأنهم أمروا أنفسهم بذلك . وقرأ الحسن: " ولنحمل " بكسر اللام . قال ابن قتيبة الواو زائدة، والمعنى: لنحمل خطاياكم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إنهم لكاذبون أي: فيما ضمنوا من حمل خطاياهم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 261 ] قوله تعالى: وليحملن أثقالهم أي: أوزار أنفسهم وأثقالا مع أثقالهم أي: أوزارا مع أوزارهم، وهي أوزار الذين أضلوهم، وهذا كقوله: ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم [النحل: 25] وليسألن يوم القيامة سؤال توبيخ وتقريع عما كانوا يفترون من الكذب على الله عز وجل; وقال مقاتل: عن قولهم: نحن الكفلاء بكل تبعة تصيبكم من الله عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية