الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 4390 ] القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [8 - 11] والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون .

                                                                                                                                                                                                                                      والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون أي : قائمون عليها بحفظها وإصلاحها . والآية تحتمل العموم في كل ما اؤتمنوا عليه وعوهدوا ، من جهة الله تعالى ومن جهة الخلق والخصوص فيما حملوه من أمانات الناس وعهودهم . ولذا عدت الخيانة في الأمانة من آيات النفاق في الحديث المشهور.

                                                                                                                                                                                                                                      والذين هم على صلواتهم يحافظون أي : يحافظون عليها . وذلك أن لا يسهوا عنها ويؤدوها في أوقاتها ، ويقيموا أركانها ، ويوكلوا نفوسهم بالاهتمام بها وبما ينبغي أن تتم به أوصافها . وليس هذا تكريرا لما وصفهم به أولا . فإن الخشوع في الصلاة ، غير المحافظة عليها . وتقديم الخشوع اهتماما به . حتى كأن الصلاة ، لا يعتد به بدونه ، أو لعموم هذا له . وفي تصدير الأوصاف وختمها بأمر الصلاة ، تعظيم لشأنها .

                                                                                                                                                                                                                                      أولئك أي : الجامعون لهذه الأوصاف : هم الوارثون الذين يرثون الفردوس أي : الجنة : هم فيها خالدون أي : لا يخرجون منها أبدا .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم أشار تعالى إلى مبدأ خلقه الإنسان وتقليبه في أطوار شتى ، حتى نما كاملا ، وإلى ما خلقه من عالم السماء والأرض ، وسخره لمنافعه ، ليشكر مولاه ويعبده ، كما أمره وهداه ، بقوله سبحانه :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية