الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 23] الله نـزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد .

                                                                                                                                                                                                                                      الله نـزل أحسن الحديث كتابا متشابها أي: يشبه بعضه بعضا. في الصحة، والإحكام، والبناء على الحق، والصدق، ومنفعة الخلق، ووجوه الإعجاز: مثاني جمع (مثنى) بمعنى مردد ومكرر، لما ثني من قصصه، وأنبائه، وأحكامه، وأوامره، ونواهيه، ووعده، ووعيده، ومواعظه: تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم تمثيل لإفراط خشيتهم، أو حقيقة لتأثرهم عند سماع آياته، وحكمه، ووعيده، بما يرد على قلوبهم منها: ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله أي: بالانقياد، والطاعة، والسكينة لأمره: ذلك أي: الكتاب، أو الكائن من الخشية والرجاء: هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله أي: من زاغ قلبه: فما له من هاد

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية