الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 39 - 41] ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنـزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة أي: ساكنة لا حركة لعشب فيها، ولا نبات، ولا زرع: فإذا أنـزلنا عليها الماء اهتزت وربت أي: اهتزت بالنبات وتحركت بزينته، وربت بارتفاعه على سطحها، أي: صارت ربوة مرتفعة: إن الذي أحياها أي: هذه الأرض الدارسة، فأخرج منها النبات، وجعلها تهتز بالزرع من بعد يبسها: لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير إن الذين يلحدون في آياتنا أي: يميلون عن حججنا وأدلتنا، ويزيغون عنها تكذيبا لها، وجحودا لها: لا يخفون علينا أي: لإحاطة علمه بهم، وكونه بالمرصاد لهم، فسيجزيهم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5211 ] تنبيه:

                                                                                                                                                                                                                                      شملت الآية من بضع الكلام في الآيات على غير مواضعه، كما فسرها ابن عباس . قال في (الإكليل): ففيها الرد على من تعاطى تفسير القرآن بما لا يدل عليه جوهر اللفظ، كما يفعله الباطنية، والاتحادية، والملاحدة، وغلاة المتصوفة: أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير إن الذين كفروا بالذكر أي: بهذا القرآن: لما جاءهم أي: فهم هالكون. فالخبر محذوف، أو الجملة بدل من جملة: إن الذين يلحدون في آياتنا وإنه لكتاب عزيز أي: منبع محمي عن التغيير والتبديل، وعن محاكاته بنظير.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية