الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 36، 38] فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5249 ] فما أوتيتم من شيء أي: مما زين للناس حبه من الشهوات: فمتاع الحياة الدنيا أي: فهو متاع لكم، تتمتعون به في الدنيا، وليس من الآخرة: وما عند الله أي: من ثوابه الأخروي: خير وأبقى وذلك لخلوصه عن الشوائب ودوامه: للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون أي: في أمورهم وقيامهم بأسبابهم: والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون أي: يصفحون عمن أساء إليهم: والذين استجابوا لربهم أي: حينما دعاهم إلى توحيده والبراءة من عبادة غيره: وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم أي: لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه، وذلك من فرط تدبرهم وتيقظهم، وصدق تآخيهم في إيمانهم وتحابهم في الله تعالى: ومما رزقناهم ينفقون أي: فيؤدون ما فرض عليهم من الحقوق لأهلها، من زكاة ونفقة. وما ندبوا إليه من مواساة وصدقة ومعونة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية