الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [44] فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون

                                                                                                                                                                                                                                      فذرني ومن يكذب بهذا الحديث أي: كله إلي فإني أكفيكه، وهذا من بليغ الكناية، كأنه يقول: حسبك انتقاما منه أن تكل أمره إلي، وتخلي بيني وبينه؛ فإني عالم بما يجب أن يفعل به، قادر على ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      سنستدرجهم من حيث لا يعلمون أي: سنكيدهم بالإمهال وإدامة الصحة، وزيادة النعم، من حيث لا يعلمون أنه استدراج، وسبب لهلاكهم، يقال: استدرجه إلى كذا، أي: استنزله إليه درجة فدرجة، حتى يورطه فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5907 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية