الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: وإن ربك لذو فضل على الناس آية 73

                                          [ 16562 ] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا رباح، ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا موسى بن أبي الصباح، في قول الله: وإن ربك لذو فضل على الناس [ ص: 2918 ] قال: إذا كان يوم القيامة يؤتى بأهل ولاية الله، فيقومون بين يدي الله تبارك وتعالى ثلاثة أصناف .قال: فيؤتى برجل من الصنف الأول، فيقول عبدي، لماذا عملت؟ فيقول: يا رب خلقت الجنة وأشجارها وثمارها وجوزها ونعيمها وما أعددت لأهل طاعتك فيها، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري شوقا إليها. قال: فيقول الله تعالى: عبدي إنما عملت للجنة، هذه الجنة فادخلها، ومن فضلي عليك أن أعتقك من النار. قال: فيدخل هو ومن معه الجنة. قال: ثم يؤتى برجل من الصنف الثاني قال: فيقول عبدي لماذا عملت؟. فيقول: يا رب، خلقت نارا، وخلقت من أغلالها وسعيرها وسمومها ويحمومها وما أعددت لأهل عذابك، ولأهل معصيتك فيها، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري خوفا منها فيقول: عبدي إنما عملت خوفا من النار، فإني قد أعتقتك من النار، ومن فضلي عليك أدخلك جنتي. فيدخل هو ومن معه الجنة.ثم يؤتى برجل من الصنف الثالث، فيقول: عبدي لماذا عملت؟. فيقول: رب حبا لك وشوقا إليك، وعزتك لقد أسهرت ليلي وأظمأت نهاري شوقا إليك وحبا لك، فيقول تبارك وتعالى هاأنذا ،انظر إلي .ثم يقول: من فضلي عليك أن أعتقك من النار وأبيحك جنتي، وأزيرك ملائكتي وأسلم عليك بنفسي .فيدخل هو ومن معه في الجنة .

                                          قوله تعالى: ولكن أكثرهم لا يشكرون

                                          [ 16563 ] حدثنا أبي ، ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد عن قتادة، قوله: ولكن أكثرهم لا يشكرون قال: إن المؤمن ليشكر نعم الله عليه وعلى خلقه.

                                          [16564 ] وعن قتادة، قال: ذكر لنا أن أبا الدرداء، كان يقول: يا رب شاكر نعمة غيره ومنعم عليه لا يدري، ويا رب حامل فقه غير فقيه.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية