الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                قوله : { قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } الآية : دليل على أن الحجاب إنما أمر به الحرائر دون الإماء ; لأنه خص أزواجه وبناته ولم يقل وما ملكت يمينك وإمائك وإماء أزواجك وبناتك ثم قال : { ونساء المؤمنين } والإماء لم يدخلن في نساء المؤمنين كما لم يدخل في قوله : { نسائهن } ما ملكت أيمانهن حتى عطف عليه في آيتي النور والأحزاب : وهذا قد يقال إنما ينبني على قول من يخص ما ملكت اليمين بالإناث وإلا فمن قال : هي فيهما أو في الذكور ففيه نظر .

                وأيضا فقوله : { للذين يؤلون من نسائهم } وقوله : { الذين يظاهرون منكم من نسائهم } إنما أريد به الممهورات دون المملوكات فكذلك هذا فآية الجلابيب في الأردية عند البروز من المساكن وآية الحجاب عند المخاطبة في المساكن ; فهذا مع ما في الصحيح من أنه { لما اصطفى صفية بنت حيي وقالوا : إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإلا فهي مما ملكت يمينه } دل على أن الحجاب كان مختصا بالحرائر .

                وفي الحديث دليل على أن أمومة المؤمنين لأزواجه دون سراريه [ ص: 449 ] والقرآن ما يدل إلا على ذلك ; لأنه قال : { وأزواجه أمهاتهم } وقال : { ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا } وهذا أيضا دليل ثالث من الآية ; لأن الضمير في قوله : { وإذا سألتموهن } عائد إلى أزواجه فليس للمملوكات ذكر في الخطاب ; لكن إباحة سراريه من بعده فيه نظر .

                التالي السابق


                الخدمات العلمية