الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                وسئل رحمه الله تعالى عمن يسوم السلعة بثمن كثير ويبيعها بأزيد من القيمة المعتادة وقد يكون المشتري جاهلا بالقيمة : هل يجوز ذلك أم لا ؟

                التالي السابق


                فأجاب : أما إذا كان المشتري مسترسلا - وهو الجاهل بقيمة المبيع - لم يجز للبائع أن يغبنه غبنا يخرج عن العادة ; بل عليه أن يبيعه بالقيمة المعتادة أو قريب منها . فإن غبنه غبنا فاحشا فللمشتري الخيار في فسخ البيع وإمضائه . فقد روي في الحديث : { غبن المسترسل ربا } . وثبت في الصحاح : { أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تلقي الجلب حتى يهبط به السوق . وأثبت الخيار للبائع إذا هبط } وذلك لأن البائع قبل أن يهبط السوق يكون جاهلا بقيمة السلع فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يخرج المشتري إليه ويبتاع منه ; لما في ذلك من تغريره والتدليس . وأثبت له الخيار إذا علم بحقيقة الحال .

                [ ص: 360 ] فهكذا كل من كان جاهلا بالقيمة لا يجوز تغريره والتدليس عليه : مثل أن يسام سوما كثيرا خارجا عن العادة ليبذل ما يقارب ذلك ; بل يباع البيع المعروف غير المنكر . والله أعلم .




                الخدمات العلمية