الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                              قوله تعالى: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا

                                                                                                                                                                                              قال ابن الجوزي في "المقتبس ": سمعت الوزير يقول: في قوله تعالى: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله قال: ما قال: ما شاء الله كان ولا يكون، بل أطلق اللفظ، ليعم الماضي والمستقبل والراهن . وسمعته يقول: وتدبرت قوله تعالى: لا قوة إلا بالله فرأيت لها ثلاثة أوجه .

                                                                                                                                                                                              أحدها: أن قائلها يتبرأ من حوله وقوته، ويسلم الأمر إلى مالكه .

                                                                                                                                                                                              والثاني: أنه يعلم أن لا قوة للمخلوقين إلا بالله، فلا يخاف منهم; إذ قواهم لا تكون إلا بالله، وذلك يوجب الخوف من الله وحده .

                                                                                                                                                                                              والثالث: أنه رد على الفلاسفة والطبائعيين الذين يدعون القوى في الأشياء [ ص: 659 ] بطبيعتها، فإن هذه الكلمة بينت أن القوي لا يكون إلا بالله .

                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية