الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا القرآن رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - وحجته؛ ومعجزته الكبرى؛ فمن يعرض عنه فقد أعرض عن رسالة ربه؛ وعن آياته؛ وعصى الله؛ وعصى نبيه؛ وبذلك يرتكب وزرا؛ أي: إثما كبيرا ثقيلا؛ تنوء بحمله القوى الإنسانية؛ ويذهب يوم القيامة وهو حامل ذلك الإثم؛ ومن ذهب يوم القيامة موزورا آثما؛ فإنه يكون في عذاب شديد.

                                                          وقال - سبحانه وتعالى - "أعرض "؛ ولم يقل: "كفر "; لأن الإعراض عن فهم معانيه؛ وتبصرها؛ وإدراك بلاغته؛ ووجوه إعجازه؛ يؤدي إلى الجحود؛ لما اشتمل عليه من خيري الدنيا؛ والآخرة؛ فعبر - سبحانه - بالإعراض؛ الذي هو سبب الجحود؛ وأراد الجحود بذكر سببه؛ وذلك لتعظيم شأن الإعراض؛ وخطره؛ وما يؤدي إليه من أضرار؛ ونقول: إنه أراد بالوزر - بمعنى الإثم - عقابه؛ لأنه يكون ثقيلا.

                                                          ونكر - سبحانه وتعالى - "وزرا "؛ للتهويل؛ وبيان أنه وزر خطير؛ وإثم عظيم؛ وعذابه أليم؛ وقد وصف - سبحانه - هذا الوزر؛ فقال:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية