الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ومن أكل في رمضان ناسيا وظن أن ذلك يفطره فأكل بعد ذلك متعمدا عليه القضاء دون الكفارة ) لأن الاشتباه استند إلى القياس فتتحقق الشبهة ، وإن بلغه الحديث وعلمه فكذلك في ظاهر الرواية [ ص: 376 ] وعن أبي حنيفة رحمه الله أنها تجب ، وكذا عنهما لأنه لا اشتباه فلا شبهة . وجه الأول قيام الشبهة الحكمية بالنظر إلى القياس فلا ينتفي بالعلم كوطء الأب جارية ابنه .

التالي السابق


( قوله ومن أكل في رمضان ناسيا ) أو جامع ناسيا فظن أنه أفطر فأكل أو جامع عامدا لا كفارة عليه ، وعلى هذا لو أصبح مسافرا فنوى الإقامة فأكل لا كفارة عليه .

( قوله وإن بلغه الحديث ) يعني قوله صلى الله عليه وسلم { من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه } وتقدم تخريجه ، ففيه روايتان عن أبي حنيفة في رواية لا تجب وصححه قاضي خان ، وفي رواية تجب وكذا عنهما ، ومرجع وجهيهما إلى أن انتفاء الشبهة لازم انتفاء الاشتباه أو لا ، فقولهما بناء على ثبوت اللزوم والمختار بناء على ثبوت الانفكاك ، لأن ثبوت الشبهة الحكمية بثبوت دليل الفطر وهو القياس القوي وهو ثابت لم ينتف ، حتى قال بعض الأئمة بالفطر ، وصرف قوله عليه الصلاة والسلام { فليتم صومه } إلى الصوم اللغوي وهو الإمساك . وقال [ ص: 376 ] أبو حنيفة : لولا النص لقلت يفطر . وصار كوطء الأب جارية ابنه لا يحد وإن علم بحرمتها عليه نظرا إلى قيام شبهة الملك الثابتة بقوله عليه الصلاة والسلام { أنت ومالك لأبيك } فإنها ثابتة بثبوت هذا الدليل ، وإن قام الدليل الراجح على تباين الملكين




الخدمات العلمية