الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ويكره أن لا يبيت بمنى ليالي الرمي لأن النبي عليه الصلاة والسلام بات بمنى ، وعمر رضي الله عنه كان يؤدب على ترك المقام بها . ولو بات في غيرها متعمدا لا يلزم شيء عندنا ، خلافا للشافعي رحمه الله لأنه وجب ليسهل عليه الرمي في أيامه فلم يكن [ ص: 502 ] من أفعال الحج فتركه لا يوجب الجابر .

التالي السابق


( قوله خلافا للشافعي ) فإنه واجب عنده ، ثم قيل : يلزمه بتركه مبيت ليلة مد ومدان لليلتين ودم لثلاث ( قوله لأنه وجب ) أي ثبت إذ هو سنة عندنا يلزم بتركه الإساءة على ما يفيده لفظ الكافي حيث استدل بأن العباس رضي الله عنه { استأذن النبي عليه الصلاة والسلام في أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له } ، ثم قال : ولو كان واجبا [ ص: 502 ] لما رخص في تركها لأجل السقاية ا هـ . فعلم أنه سنة ، وتبعه صاحب النهاية ، وبحديث العباس هذا استدل ابن الجوزي للشافعي على الوجوب وقال : ولولا أنه واجب لما احتاج إلى إذن وليس بشيء إذ مخالفة السنة عندهم كان مجانبا جدا خصوصا إذا انضم إليها الانفراد عن جميع الناس مع الرسول عليه الصلاة والسلام ، فاستأذن لإسقاط الإساءة الكائنة بسبب عدم موافقته عليه الصلاة والسلام مع مرافقته فإنه أفظع منه حال عدم المرافقة ، بل هو جفاء لما فيه من إظهار المخالفة المستلزمة لسوء الأدب ، وذلك أنه عليه الصلاة والسلام كان يبيت بمنى على ما قدمناه من حديث عائشة رضي الله عنها { أنه عليه الصلاة والسلام مكث بمنى ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس } ونفس حديث العباس رضي الله عنه يفيده ، وما ذكره المصنف من أن عمر رضي الله عنه كان يؤدب على ترك المبيت بمنى الله سبحانه أعلم به .

نعم أخرج ابن أبي شيبة عنه أنه كان ينهى أن يبيت أحد من وراء العقبة ، وكان يأمرهم أن يدخلوا منى . وأخرج أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه . وأخرج أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كره أن ينام أحد أيام منى بمكة . وأخرج في تقديم الثقل عن الأعمش عن عمارة قال : عمر رضي الله عنه : من قدم ثقله من منى ليلة ينفر فلا حج له .

وقال أيضا : حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن عمرو بن شرحبيل عن عمر قال : من قدم ثقله قبل النفر فلا حج له ا هـ : يعني الكمال




الخدمات العلمية