الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وإذا عطبت البدنة في الطريق ، فإن كان تطوعا نحرها وصبغ نعلها بدمها وضرب بها صفحة سنامها ولا يأكل هو ولا غيره من الأغنياء ) منها بذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية الأسلمي رضي الله عنه ، والمراد بالنعل قلادتها ، وفائدة ذلك أن يعلم الناس أنه هدي فيأكل منه الفقراء دون الأغنياء . [ ص: 167 ] وهذا لأن الإذن بتناوله معلق بشرط بلوغه محله ، فينبغي أن لا يحل قبل ذلك أصلا ، إلا أن التصدق على الفقراء أفضل من أن يتركه جزرا للسباع ، وفيه نوع تقرب والتقرب هو المقصود ( فإن كانت واجبة أقام غيرها مقامها وصنع بها ما شاء ) لأنه لم يبق صالحا لما عينه وهو ملكه كسائر أملاكه

التالي السابق


( قوله وإذا عطبت البدنة ) أي قربت من العطب حتى خيف عليها الموت أو امتنع عليها السير لأن النحر بعد حقيقة الهلاك لا يكون . والحاصل أن المراد بالعطب الأول حقيقته وبالثاني القرب منه ، ذكره لبيان ما شرع فيه إذا بلغ هذه الحالة ( قوله وبذلك أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام ) تقدم قريبا ( قوله وفائدة ذلك ) أي فائدة صبغ نعلها [ ص: 167 ] بدمها وضرب صفحتها به ليعلم أنه هدي ( قوله جزرا للسباع ) الجزر بفتحتين : اللحم الذي تأكله السباع . قال الشاعر :

وتركته جزر السباع ينشنه ما بين قلة رأسه والمعصم

وقال آخر :

إن يفعلا فلقد تركت أباهما جزر الخامعة ونسر قشعم

( قوله وصنع بها ما شاء ) من بيع وغيره




الخدمات العلمية