الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( فإن لم يستطع القعود استلقى على ظهره وجعل رجليه إلى القبلة وأومأ بالركوع والسجود ) لقوله عليه الصلاة والسلام { يصلي المريض قائما فإن لم يستطع فقاعدا فإن لم يستطع فعلى قفاه يومئ إيماء ، فإن لم يستطع فالله تعالى أحق بقبول العذر منه } قال ( وإن استلقى على جنبه ووجهه إلى القبلة فأومأ جاز ) لما روينا من قبل [ ص: 5 ] إلا أن الأولى هي الأولى عندنا خلافا للشافعي ; لأن إشارة المستلقي تقع إلى هواء الكعبة ، وإشارة المضطجع على جنبه إلى جانب قدميه ، وبه تتأدى الصلاة .

التالي السابق


( قوله فإن لم يستطع القعود ) يعني مستويا ولا مستندا فإنه إن قدر عليه مستندا لزمه القعود كذلك على وزان ما قدمناه في القيام ( قوله استلقى ) أي مرتميا على وسادة تحت كتفيه مادا رجليه ليتمكن من الإيماء ، وإلا فحقيقة الاستلقاء تمنع الصحيح من الإيماء فكيف المريض . ( قوله : لقوله صلى الله عليه وسلم { يصلي المريض قائما } إلخ ) غريب ، والله أعلم . ثم بتقدير عدم ثبوته لا ينتهض حديث عمران حجة على العموم فإنه خطاب له ، وكان مرضه البواسير وهو يمنع الاستلقاء فلا يكون خطابه خطابا للأمة ، فوجب الترجيح بالمعنى وهو أن المستلقي تقع إشارته إلى جهة القبلة ، وبه يتأدى الفرض بخلاف الآخر ، ألا ترى [ ص: 5 ] أنه لو حققه مستلقيا كان ركوعا أو سجودا إلى قبلة ، ولو أتمه على جنب كان إلى غير جهتها ، وما أخرج الدارقطني عنه صلى الله عليه وسلم { يصلي المريض قائما ، فإن لم يستطع يصلي مستلقيا رجلاه مما يلي القبلة } ضعيف بالحسن بن الحسن العرني ، إلا أن ما تقدم من زيادة النسائي في حديث عمران بن الحصين { فإن لم يستطع فمستلقيا } إن صحت يشكل على المدعي وتفيد إن كان الاستلقاء لعمران .




الخدمات العلمية