الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 100 ] [ ص: 101 ] تأليف الكلام

مقدمة: نذكر فيها تأليف الكلام من هذه الحروف:

قلت: ائتلافه من أربعة أشياء: من حرف متحرك، وحرف ساكن، ومن حركة، سكون. وذلك يرجع إلى شيئين: حرف ساكن وحرف متحرك.

فالحرف المتحرك أكثر في كلام العرب من الساكن، كما أن الحركة أكثر من السكون، وإنما كان المتحرك أكثر من الساكن لأنك لا تبتدئ إلا بمتحرك، وقد يتصل به حرف آخر متحرك، وآخر متحرك ، وآخر بعد ذلك متحرك، ولا يجوز أن تبتدئ بساكن، ولا أن تصل ساكنا بساكن، إلا أن يكون الأول حرف مد ولين، أو الثاني ساكن للوقف، فلذلك كانت الحركة أكثر من السكون.

[ ص: 102 ] والحروف: هي مقاطع تعرض للصوت الخارج مع النفس مبتدأ مستطيلا، فتمنعه من إيصاله بغايته، فحيثما عرض ذلك المقطع سمي حرفا، وسمي ما يسامته ويحاذيه من الحلق والفم واللسان والشفتين مخرجا، ولذلك اختلف الصوت باختلاف المخارج واختلاف صفاتها. والاختلاف هو خاصية حكمة الله تعالى المودعة فينا، إذ بها يحصل التفاهم، ولولا ذلك لكان الصوت واحدا بمنزلة أصوات البهائم التي هي من مخرج واحد على صفة واحدة، فلم يتميز الكلام، ولا يعلم المراد، فبالاختلاف يعلم وبالاتفاق يعدم.

التالي السابق


الخدمات العلمية