الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19- أبو عبد الله الفاسي المقرئ شارح الشاطبية وغيرها :

هو محمد بن حسن بن محمد بن يوسف " أبو عبد الله " نزيل حلب إمام كبير أستاذ فاضل كامل علامة . ولد بفاس بعد الثمانين وخمسمائة ثم قدم مصر بعد أبي الجود فقرأ على أبي القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي وأبي موسى عيسى بن يوسف المقدسي عن قراءتهما على الشاطبي وعرض عليهما حرز الأماني وذلك مع وجود الصفراوي وجعفر الهمذاني فلو قرأ عليهما لنال إسنادا عاليا وعرض الرائية على الجمال علي بن أبي بكر الشاطبي بسماعه من الناظم، ثم أخذ القراءة بحلب عن القاضي يوسف بن رافع بن شداد وتفقه على مذهب أبي حنيفة . ولما اجتاز بالإسكندرية قرأ على أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى وكان قد أخذ العربية عن عبد العزيز بن عبد العزيز بن زيدان وغيره ، وتقدم في علم الكلام وحفظ أكثر صحيح مسلم . قال الذهبي : " كان إماما متقنا ذكيا واسع العلم كثير [ ص: 765 ] المحفوظ بصيرا بالقراءات وعللها مشهورها وشاذها خبيرا باللغة مليح الكتابة وافر الفضائل موطأ الأكناف متبين الديانة ثقة حجة ، انتهت إليه رئاسة الإقراء بمدينة حلب . وأخذ عنه خلق كثير منهم الشيخ بهاء الدين محمد بن النحاس والشيخ يحيى المنبجي والشيخ بدر الدين محمد التادفي والناصح أبو بكر بن يوسف الحراني والشريف حسين بن قتادة المدني ، وعبد الله بن إبراهيم الجزري ، وجمال الدين أحمد ابن الظاهري الحافظ . وشرحه للشاطبية في غاية الحسن " . قال الحافظ ابن الجزري : وتوفي في أحد الربيعين سنة 656 هـ ست وخمسين وستمائة بحلب وكانت جنازته مشهورة ، انتهى ملخصا من غاية النهاية الجزء الثاني ص 122 - 123 تحت رقم 2942 تقدم .

وانظر معرفة القراء الكبار للحافظ الذهبي الطبعة الأولى الجديدة ، الجزء الثاني ص 668 - 669 تحت رقم 636 ا هـ مؤلفه .

التالي السابق


الخدمات العلمية