الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
40- شيخ شيوخنا " ابن أسد الأميوطي الشافعي " :

هو أحمد بن أسد بن عبد الواحد بن أحمد الشهاب أبو العباس بن أسد الدين أبي القوة الأميوطي الأصل السكندري المولد القاهري الشافعي المقرئ المعروف بابن أسد .


ولد سنة 808 هـ ثمان وثمانمائة بالإسكندرية ، انتقل منها وهو مرضع صحبة أبويه إلى القاهرة فقطنها وحفظ القرآن والشاطبتين والدماثة في قراءات الأئمة الثلاثة للجعبري والطيبة لابن الجزري والألفيتين والمنهاجين والخزرجية في العروض والمقنع في الجبر والمقابلة لابن الهائم وغير ذلك .

وأخذ على خلق كثيرين يضيق المقام بذكرهم هنا وكذلك من أخذ عليه .

وأخذ القراءات على غير واحد من الثقات أجلهم الحافظ ابن الجزري وسافر معه سنة سبع وعشرين وثمانمائة إلى مكة المشرفة وكان يقرأ عليه في المناهل وغيرها حتى أكمل عليه يوم الصعود بالمسجد الحرام وأذن له وسمع عليه [ ص: 788 ] ثلاثيات أحمد بعقبة أيلة وكثيرا من المسند الحنبلي وأحاديث من عشارياته وغيرها بغيرها، وأخذ عن ولده الشهاب شرحه لطيبة والده وغيره ، قال السخاوي في الضوء اللامع : ولازم شيخنا في الحديث ملازمة تامة حتى سمع عليه أكثر ما قرئ عنده من مروياته وتآليفه وحضر مجالسه في التفسير وشبهه، وكتب عنه قطعة من فتح الباري وأشياء من تصانيفه ووصفه بالشيخ الإمام العلامة البحر الفهامة إمام الإقراء وفخر الفقهاء وفارس العربية والقائم بالقواعد الأصولية شرف العلماء أوحد الفضلاء مفتي المسلمين أقضى القضاة .

قال : وأذنت له أن يدرس في الفقه والعربية وغيرهما مما حصله بجد واجتهاد وساوى به كثيرا ممن أكثر التطواف في البلاد إلى أن قال : وقد أكثر حضور مجالسي في الإملاء ودروس الحديث والفقه وما زال يبدي في جميع ذلك الفوائد ويعيد فاستحق أن يدرج في سلك من يدرس ويفيد والله يمتع بحياته ا هـ .

أما وظائفه فكثيرة ذكرها السخاوي في الضوء اللامع منها : تدريسه القراءات بالبرقوقية وغيرها .

وأما مؤلفاته فكثيرة منها :

أرجوزة غنية الطالب في العمل بالكواكب . أرجوزة الذيل المترف من الأشرف إلى الأشرف في التاريخ ، شرح حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع وغير ذلك ، وحج مرارا وفي المرة الأخيرة حج ورجع متوعكا في بلدة رابغ واستمر حتى مات يوم الاثنين لعشرين من ذي الحجة سنة 872 هـ اثنتين وسبعين وثمانمائة من الهجرة بين الحرمين وهم سائرون في وادي الصفراء، ودفن بالجديدة بالقرب من أحمد القروي المغربي رحمه الله تعالى ، انتهى مقتضبا من كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي ، الجزء الأول ص (227 - 231) ، وانظر ترجمته في معجم المؤلفين [ ص: 789 ] الجزء الأول ص (162) .

قلت : وهذا العالم الفاضل ابن أسد الأميوطي من رجال إسنادي في بعض إجازاتي في القراءات كما هو مثبت في أول كتابنا هذا وهو من رجال مشيخة الجامع الأحمدي بمدينة طنطا بمصر نفعنا الله بعلمه وجعلنا جميعا في مستقر رحمته آمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية