الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
55- شيخ شيوخنا أبو داود بن نجاح .

شيخ شيوخنا أبو داود بن نجاح :

هو سليمان بن نجاح أبو داود بن أبي القاسم الأموي مولى المؤيد بالله ابن المنتصر الأندلسي
شيخ القراء وإمام الإقراء أخذ القراءات عن الحافظ أبي عمرو الداني ولازمه كثيرا، وسمع منه غالب مصنفاته وأخذ عنه مؤلفاته في القراءات وهو أجل أصحابه . ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة .

قرأ عليه إبراهيم بن جماعة البكري الداني وأحمد بن سحنون المرسي ، وأبو عبد الله بن سعيد الداني وجعفر بن يحيى بن غتال ، وأبو علي الصدفي وأبو الحسن علي بن هذيل شيخ سيدنا ومولانا الإمام الشاطبي رضي الله عنه ، وفتح بن خلف البلنسي وسليمان بن يحيى القرطبي وعبد الرحمن بن محمد الخزرجي وخلق كثير غير هؤلاء .

قال ابن بشكوال كان من جلة المقرئين وفضلائهم وأخيارهم عالما بالقراءات وطرقها حسن الضبط ثقة دينا (قلت) ومن مؤلفاته كتاب البيان الجامع لعلوم القرآن في ثلاثمائة جزء وكتاب التبيين لهجاء التنزيل . قال الذهبي يقع في ست مجلدات وكتاب الاعتماد في أصول القراءة عارض به شيخه الداني أرجوزة [ ص: 802 ] في ثمانية عشرة ألف بيت وأربعمائة وأربعين بيتا وغير ذلك .

قال الحافظ الذهبي في المعرفة : " وكتب أي أبو داود عن أبي عمر بن عبد البر وابن دلهاث العذري وأبي عبد الله بن سعدون القروي وأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي وأبي شاكر الخطيب " ا هـ .

توفي رحمه الله تعالى في سادس عشر من شهر رمضان سنة ست وتسعين وأربعمائة وتزاحموا على نعشه ا هـ مختصرا من غاية النهاية الجزء الأول ص (317) تحت رقم 1392 ، وانظر ترجمته في معرفة القراء الكبار الجزء الأول ص (450) تحت رقم 389 وفي كتاب شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي الجزء الثالث ص (403) ، وانظر الأعلام للزركلي الجزء الثالث ص (200) .

قلت : وهذا العالم الجليل أبو داود بن نجاح من شيوخ شيوخنا ومن رجال إسنادنا في جميع إجازاتنا كما هو مثبت في مقدمة كتابنا هذا ، نفعنا الله بعلمه وبعلم رجال إسناده آمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية