الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
60- الشيخ قويدر الدمشقي العربيلي المقرئ :

هو أبو الحسن عبد القادر أحمد بن سليم قويدر الدمشقي العربيلي المعروف في بلده باسم عبده صماديه
عالم جليل في العلوم العربية والشرعية ومقرئ متقن وخطيب مفوه من أسرة عريقة معروفة بالعلم والفضل .

مولد المترجم له :

ولد في " عربيل " من غوطة دمشق الشرقية عام 1318 هـ ألف وثلاثمائة وثمانية عشر من الهجرة النبوية .

شيوخ المترجم له :

حفظ القرآن الكريم واستظهره وهو صغير السن على أمه وأخته الكبرى، حيث كانتا تعلمان القرآن الكريم لأهل بلدة عربيل ثم ذهب إلى شيخ القراء بالشام في وقته الشيخ أبي الحسن عبد الله بن سليم المنجد فأخذ عنه القراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر وأتم ذلك عام 1347 هـ ثم قرأ بعد ذلك عليه القراءات الصغرى من الشاطبية والدرة وأتم ذلك عام 1348 هـ .

[ ص: 810 ] ومن آثاره العلمية رسالة اسمها المختصر في علم التجويد مطبوعة .

طلاب المترجم له :

أقرأ أناسا كثيرين منهم : الشيخ يس الجويجاتي ، والشيخ فوزي بن علي المنير ، والشيخ محمد بشير الشلاح الخوصي ، وهؤلاء الثلاثة أخذوا عن المترجم له القراءات العشر من طريقة طيبة النشر وهم من دمشق الشام .

ومن حلب أخذ عنه القراءات العشر من طريق طيبة النشر العلامة المحقق الشيخ نجيب خياطة مقرئ حلب وفرضيها والمترجم له في كتابنا هذا .

ومن بيروت أخذ عنه القراءات العشر من طريق طيبة النشر العلامة الشيخ حسن دمشقية .

ومن حمص أخذ عنه القراءات العشر من طريق الطيبة الشيخ عبد العزيز عيون السود شيخ القراء بحمص والمترجم له في كتابنا هذا . كما قرأ عليه كل من الشيخ حسين خطاب الميداني شيخ القراء بدمشق والشيخ محمد كريم راجح الميداني وقد أخذا عنه القراءات العشر من الطيبة ، أما الذين قرأوا عليه رواية حفص عن عاصم فجمع غفير جدا لم نذكرهم هنا طلبا للاختصار .

وفاة المترجم له :

توفي رحمه الله تعالى مساء الخميس الخامس عشر من شهر رمضان المبارك سنة 1369 هـ وتمت الصلاة عليه في اليوم التالي بعد صلاة الجمعة السادس عشر من رمضان المبارك سنة 1369 هـ وحضر تشييع جنازته جمع من العلماء والوجهاء من دمشق وغيرها من المدن السورية تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته آمين .

أفدناه من الأستاذ أبي الخير صلاح بن محمد كرنبه الدمشقي العربيلي ثم المدني برسالة بعث بها إلينا مؤرخة بتاريخ 8 من شعبان سنة 1408 هـ أقول وقد تعرفت على بعض تلامذة المترجم له منهم الأستاذ الجليل الشيخ بشير الشلاح جلست معه في الحرم النبوي الشريف وبحثت معه في مسائل في القراءات فكان على قدم راسخة في هذا الفن كما تعرفت على الأستاذ الكبير الشيخ حسين خطاب شيخ القراء بدمشق وبحثت معه كثيرا في مسائل هامة في التجويد والقراءات كما هو مذكور في تقديمه لكتابنا هداية القاري وكان ذلك في المسجد النبوي الشريف [ ص: 811 ] رحم الله هذين الشيخين رحمة واسعة وأوردهما موارد عفوه آمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية