الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 37 ] الفصل الثالث

في ذكر الإسناد الذي أدى إلي رواية حفص عن عاصم رضي الله عنهما

أقول: قرأت القرآن الكريم من أوله إلى آخره برواية حفص عن عاصم عدة مرات على غير واحد من الثقات الجهابذة الأثبات، منهم:

شيخنا الموقر الأستاذ الكبير والعلم الشهير الشيخ زكي محمد عفيفي نصر المرصفي ابن العلامة المحقق الأستاذ الجليل الشيخ محمد عفيفي نصر المرصفي شيخ القراء والمقرئين في وقته ببلدنا مرصفا رحمهما الله تعالى.

وشيخنا الموقر الشيخ رفاعي محمد أحمد المجولي المرصفي شيخ القراء والإقراء بمرصفا رحمه الله تعالى ..

وشيخنا الفاضل الشيخ محمد الأنور حسن شريف المشهور بالحاج الأنور شيخ القراء والإقراء بمحافظة الشرقية رحمه الله تعالى.

وشيخنا الفاضل الشيخ حامد علي السيد الغندور المقرئ الكبير بالسماعنة أطال الله حياته؛ نفعا للمسلمين وهو ابن العلامة المحقق الشيخ علي السيد الغندور شيخ القراء والإقراء في وقته بمحافظة الشرقية .

وأستاذنا الجليل العلامة المحقق والمتقن المدقق شيخ شيوخ الإقراء في هذا العصر، وأعلى القراء إسنادا في مصر، صاحب الفضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز أحمد الزيات أطال الله حياته؛ نفعا للمسلمين، وذخرا لكتاب رب العالمين.

أما أستاذنا الشيخ زكي محمد عفيفي نصر المرصفي فقرأت عليه القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم مرات من طريق الشاطبية، وأخبرني أنه قرأها ضمن القراءات السبع من طريق الشاطبية على العلامة المحقق والمتقن المدقق الشيخ [ ص: 38 ] محمد أحمد شرع المرصفي شيخ القراء والإقراء في وقته بمرصفا.

وأما أستاذنا الشيخ رفاعي محمد أحمد المجولي المرصفي فقرأت عليه القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم مرتين؛ الأولى إفرادا، والثانية جمعا ضمن القراءات السبع من طريق الشاطبية، وأخبرني أنه قرأها ضمن القراءات السبع من الطريق المذكور على الأستاذ الكبير والعلم الشهير الشيخ محمد أحمد شرع المرصفي المتقدم، وأخذ العلامة الشيخ أبو شرع القراءات السبع من الشاطبية عن الأستاذ الكبير والعالم النحرير التقي الورع الشيخ ضيف الله سالم عامر الشبلنجي، وهو "أي الشيخ ضيف الله " عن الأستاذ الفاضل الشيخ غنيم محمد غنيم ، وهو عن الأستاذ الفاضل الشيخ حسن الجريسي الكبير - رضي الله عنه - وهو عن خاتمة القراء المحققين شمس الملة والدين الشيخ أحمد الدري المالكي الشهير بالتهامي، أحسن الله إليه.

وأما شيخنا الكبير فضيلة الشيخ محمد الأنور حسن شريف فقرأت عليه رواية حفص عن عاصم ضمن القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة، وأخبرني بأنه تلقى القراءات العشر من الطريق المذكور على الأستاذ الجليل الشيخ محمد الغريب المشهور بأبي قاعود ، وأخبره بأنه تلقاها عن الأستاذ الكبير الشيخ عبد العزيز مصطفى السحار المقرئ الشهير بالقاهرة المحروسة، ثم أخذ أيضا القراءات العشر من الطريق المذكور، ثم من طريق طيبة النشر على الأستاذ الفاضل والمربي الكامل - الذي فضله بين الورى مشهور - الشيخ أحمد يوسف عجور المقرئ الكبير بالجامع الأحمدي بمدينة طنطا . فأما الشيخ عبد العزيز السحار فقد قرأ على الأستاذ الكبير الشيخ محمد حسن الإبياري وهو "أي الشيخ الإبياري " عن [ ص: 39 ] الشيخ حسن الجريسي الكبير ، وهو عن العلامة المحقق والمتقن المدقق الشيخ محمد بن أحمد الشهير بالمتولي ، شيخ القراء والمقارئ بالديار المصرية في وقته، وهو عن العلامة الفاضل الشيخ أحمد الدري المالكي الشهير بالتهامي المتقدم ذكره.

وأما أستاذنا الكبير فضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز أحمد محمد الزيات فقرأت عليه القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم مرتين:

الأولى: جمعا ضمن القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة.

والثانية: جمعا ضمن القراءات العشر من طريق طيبة النشر.

وأخبرني بأنه قرأ القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة والطيبة على الأستاذ الكبير والعلم الشهير شيخ الإقراء بالقاهرة في وقته، فضيلة الشيخ عبد الفتاح هنيدي ، وأخبره بأنه أخذ القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة ثم من طريق الطيبة على الأستاذ الكبير والعالم النحرير الشيخ محمد أحمد الشهير بالمتولي السالف الذكر، وهو "أي الشيخ المتولي " عن الشيخ الكبير خاتم المحققين الشيخ أحمد الدري المالكي الشهير بالتهامي المتقدم، وأخذ العلامة التهامي القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة ثم من طريق طيبة النشر عن الأستاذ الفاضل الشيخ محمد بن أحمد المعروف بسلمونة شيخ القراء والإقراء بالديار المصرية في زمانه، وهو عن السيد إبراهيم العبيدي، وهو عن مشايخ أجلاء، منهم المتقن المحقق الشيخ عبد الرحمن الأجهوري المقرئ المالكي الأحمدي الأشعري المصري وطنا، والعمدة الفاضل المحقق السيد علي البدري ، وأخذ الأجهوري والبدري عن جماعة من المحققين: منهم العلامة المحقق الشيخ أحمد الإسقاطي ، وقرأ الإسقاطي على المحقق ابن الدمياطي ، وقرأ ابن الدمياطي على العلامة المحقق العالم العامل والولي الكامل الشيخ أحمد البنا الدمياطي صاحب الإتحاف، وقرأ صاحب الإتحاف عن مشايخ أجلاء: منهم العلامة المحقق أبو الضياء الشيخ علي بن علي الشبراملسي ، وقرأ الشبراملسي على العالم الفاضل الشيخ عبد الرحمن اليمني ، وهو عن الشيخ أحمد بن عبد الحق السنباطي ، وهو عن المحقق الشيخ شحاذة اليمني ، وهو عن الناصر الطبلاوي ، وهو عن شيخ الإسلام والمسلمين أبي [ ص: 40 ] يحيى زكريا الأنصاري، وهو عن شيخه أبي النعيم رضوان العقبي، وهو عن الحافظ محمد بن محمد بن محمد الجزري، وهو عن الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن المبارك بن معالي البغدادي الواسطي ثم المصري، وهو عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق المصري المعروف بالصائغ، وهو عن شيخ الإقراء بمصر الإمام أبي الحسين علي بن شجاع المعروف بالكمال الضرير وبصهر الشاطبي ، وهو عن قطب الزمان ومعدن العرفان الإمام أبي القاسم ابن فيرة الرعيني الشاطبي - رضي الله عنه ونفعنا بعلمه - وهو عن الشيخ أبي الحسن علي بن هذيل بالأندلس ، وهو عن أبي داود سليمان بن نجاح ، وهو عن الحافظ أبي عمرو الداني .

قال الحافظ أبو عمرو الداني : وأما رواية حفص فحدثنا بها أبو الحسن طاهر بن غلبون المقرئ ، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن صالح الهاشمي الضرير المقرئ بالبصرة ، قال: حدثنا أبو عباس أحمد بن سهل الأشناني ، قال: قرأت على أبي محمد عبيد بن الصباح ، وقال: قرأت على حفص ، وقال: قرأت على عاصم .

قال أبو عمرو الداني : وقرأت بها القرآن كله على شيخنا أبي الحسن ، وقال لي: قرأت بها على الهاشمي ، وقال: قرأت على الأشناني ، عن عبيد ، عن حفص ، عن عاصم ، وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي ، وأبي مريم زر بن حبيش ، وأخذ أبو عبد الرحمن عن عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم - عن النبي، صلى الله عليه وسلم.

وأخذ زر عن عثمان ، وابن مسعود - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأمين جبريل - عليه السلام - عن رب العالمين جل جلاله وتقدست أسماؤه.

التالي السابق


الخدمات العلمية