الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل إن كنتم [ 31 ]

                                                                                                                                                                                                                                        شرط تحبون خبر كنتم فاتبعوني أمر ، والفاء وما بعدها جواب [ ص: 367 ] الشرط يحببكم الله جواب الأمر ، وفيه معنى المجازاة ، والمحبة من الله - جل وعز - الثناء والثواب ، وروي أن المسلمين قالوا : يا رسول الله إننا لنحب ربنا ، فأنزل الله - عز وجل - : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " . وعنه - صلى الله عليه وسلم - : " من أراد أن يحبه الله فعليه بصدق الحديث وأداء الأمانة وأن لا يؤذي جاره " ، وقرأ أبو رجاء العطاردي : ( فاتبعوني يحببكم الله ) بفتح الياء ، قال الكسائي : يقال : يحب وتحب وأحب ، ويحب بكسر الياء وتحب ونحب وإحب ، قال : وهذه لغة بعض قيس ، يعني الكسر ، قال : والفتح لغة تميم وأسد وقيس ، وهي على لغة من قال : حب ، وهي لغة قد ماتت . قال الأخفش : لم تسمع " حببت " . قال الفراء : لم نسمع " حببت " إلا في بيت أنشده الكسائي :


                                                                                                                                                                                                                                        وأقسم لولا تمره ما حببته ولا كان أدنى من عبيد ومشرق



                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : لا يجوز عند البصريين كسر الياء من " يحب " لثقل الكسرة في الياء ، فأما فتحها فمعروف يدل عليه " محبوب " . ( ويغفر لكم ) عطف على " يحببكم " وروى محبوب عن أبي عمرو بن العلاء أنه أدغم الراء من " يغفر " في اللام من " لكم " قال أبو جعفر : لا يجيز الخليل وسيبويه إدغام الراء في اللام لئلا [ ص: 368 ] يذهب التكرير ، وأبو عمرو أجل من أن يغلط في مثل هذا ، ولعله كان يخفي الحركة كما يفعل في أشياء كثيرة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية