الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة [ 81 ]

                                                                                                                                                                                                                                        أي واذكر . قال سيبويه : سألت الخليل في قوله - جل وعز - : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين فقال : " ما " بمعنى " الذي " . قال أبو جعفر : التقدير على قول الخليل : للذي آتيتكموه ، ثم حذف الهاء لطول الاسم ، فالذي رفع بالابتداء ، وخبره " من كتاب وحكمة " و " من " لبيان الجنس . وقال الأخفش : هي زائدة ويجوز أن يكون الخبر ( لتؤمنن به ) . وقال الكسائي : " ما " للشرط ، فعلى قوله موضعها نصب بآتيتكم ، وقرأ أهل الكوفة : ( لما آتيتكم ) بكسر اللام ، وقال الفراء : أي أخذ [ ص: 392 ] الميثاق للذي آتاهم من كتاب وحكمة ، وجعل " لنؤمنن به " من أخذ الميثاق ، كما تقول : أخذت ميثاقك لتفعلن . قال أبو جعفر : ولأبي عبيدة في هذا قول حسن ، قال : المعنى : وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتؤمنن به لما آتيتكم من ذكره في التوراة . وقيل : في الكلام حذف ، والمعنى : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لتعلمن الناس لما جاءكم من كتاب وحكمة ، ولتأخذن على الناس أن يؤمنوا . ودل على هذا الحذف وأخذتم على ذلكم إصري

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية